الجمعة، 28 فبراير 2014

روبين "الإعصار" كارتر، السيرة الذاتية.




الإعصار، لقب المُلاكم الأفروآمريكي روبين كارتر، بطل العالم للوزن المتوسط في ستينيات القرن الماضي، والذي اتحدث اليوم عن سيرته الذاتية التي يتناولها فيلم The Hurricane ، الفيلم يحكي عن الاضطهاد العنصري الذي دفع ظابط أبيض يُدعى "ديلابيسكا" لالصاق تهمة القتل العمد بروبين كارتر وسائقه ارثر، بأن اتهمهم بقتل ثلاث مواطنين من البيض في حانة بنيوجيرسي، وكيف زُيِّفت الحقائق وحُرِّفت الأدلة وأقوال الشهود وانهارت العدالة أمام رغبة رجل ابيض حاقد على شهرة وتصاعد اسم سجين سابق اسود.
حُكِم على كارتر وسائقه بالسجن مدى الحياة ثلاث مرّات في نفس الواقعة، قضى منهم 19 سنة من الفترة 1966:1985، سانده خلالها مشاهير مثل مطرب الروك "بوب ديلان" بعدما ارسل له كارتر كتاب سيرته الذاتية الذي كتبه ونشره من داخل السجن، استجاب له ديلان وقام بتأليف وتلحين وغناء أغنية "العاصفة" يحكي بين طيّات كلماتها قصة روبين ويناشد السلطات بالإفراج عنه، كما سانده أيضًا مشاهير آخرون مثل "محمد على كلاي، مارتن لوثر كينج" في حملاتهم المناهضة للتمييز العنصري واضطهاد السود وطلبوا إعادة محاكمته تحقيقًا للعدالة لكن دون جدوى، استأنف كارتر الحُكم امام محكمة نيوجيرسي مرتين أعوام (76،80) لكن استئنافه رُفِض في المرتين لأن المؤامرة لم تكن متوقفة غند الظابط فقط، بل امتدت لمكتب النائب العام والقضاء، واصبح خروج كارتر من السجن مستحيل.

عام 85، وقع كتاب كارتر في يد شاب امريكي اسود اسمه ليزرا، كان يدرس في تورنتو-كندا برفقة ثلاث شباب من البيض قرروا مساعدته وكفالته بعدما طلبوا ذلك من أسرته، هذا الشاب تأثر بكارتر بعدما قرأ الكتاب وقرر أن يراسله، وبالفعل حدثت بينهم مراسلات وزيارات من ليزرا لكارتر في السجن.
 في واحدة من زيارات ليزرا لكارتر في محبسه، كانت أقوى مشاهد الفيلم، عندما سأله ليزرا عن سبب كتاباته الكثيرة وكيف ولماذا يكتب، فقال له كارتر: عندما بدأت الكتابة، اكتشفت أن ما أقوم به أكثر من رواية أو قصة، الكتابة سلاح، وهي أشد قوة مما يمكن أن تكونه القبضة. في كل مرة أجلس فيها للكتابة، أشعر بأنني أرتفع فوق أسوار السجن، أستطيع أن أرى من خلال الجدران ولاية نيوجيرسي بالكامل، أستطيع أن أرى نيلسون مانديلا في زنزانته يكتب كتابه، أستطيع رؤية هيوي، أستطيع رؤية دستوفيسكي، أستطيع رؤية فيكتور هوجو وإيميل زولا، وكأنهم يقولون لي: "روبين" ماذا تفعل هنا؟، فأرد: "أنا أعرفكم جميعا. الكتابة كالسحر يا ليزرا. 
كتاب "الجولة السادسة عشر" الذي كتبه كارتر في محبسه.

 تطوّرت الزيارات فيما بعد إلى ان طلب ليزرا من روبين أن يعرّفه باصدقائه. استجاب كارتر بعد الرفض عدة مرات بسبب مشكلته في التعامل مع البيض، لأن كل ماحدث له وما هو فيه بسببهم. بعد فترة من الزيارات والمراسلات، قرر هؤلاء الشباب انهم سيُخرِجوه وسيبحثون عن أى خيط يوصلهم لاستئناف ثالث، وبعد عناء في البحث توصّلوا لكل الحقائق بالفعل بعد أن تحرّوا وبحثوا في الواقعة من جديد، لكن كان امامهم عقبة أخيره، وهى ان الدستور الاميركي ينُصّ على ألا تُنظَر الدعوى في غير دائرتها، وبذلك سيضطروا إلى تقديم هذه الأدلة أمام محكمة نيوجيرسي، التي كما قُلت في البداية متآمرة مع الشرطة والنيابة على كارتر. لم يكن لديهم غير أمل واحد وهو أن يذهبوا مباشرةً للمحكمة الفيدرالية، وفي ذلك مخاطرة لأن لو لم يقتنع القاضي بهذه الأدلة، سيفقدونها للأبد ولا يُعتد بها مرة أخرى. عملوا بالخيار الثاني لأنه الامل الوحيد، وحصلت المعجزة، القاضي أمر بإخلاء سبيل كارتر وآرثر في نفس الجلسة.


الفيلم بطولة أروع ممثل في هوليود -من وجهة نظري- دينزل واشنطن، أخذ جائزة الجولدن جلوب كأحسن ممثل درامي رئيسي عن هذا الفيلم، ورُشِّح عنه للأوسكار لكنه لم يفز بها، دينزل قام بدور كارتر بناءً على طلب الثاني، بعد منافسة بين ويسلي سنايبس وصامويل جاكسون والملاكم مارفن هاجلر على القيام بالدور.
السيناريو كله حقيقي ومقتبس عن كتاب (الجولة السادسة عشر) الذي كتبه كارتر في السجن عام 75، ومجموعة الرسائل بينه وبينه مارتن ليزرا التي نشرها عام 91.




بعدما خرج كارتر من السجن تم تكريمه من الاتحاد العالمي للملاكمه واعطائه الجائزة الأولى في سابقة لم تحدث في تاريخ الاتحاد حتى الآن، أن يفوز بالجائزة عضو غير ممارس. بعدها سافر كارتر إلى كندا مع ليزرا وأصدقاءه، وعمل رئيسًا لجمعية الدفاع عن من اُدينوا بالخطأ من عام 2006:93، ودرس ليزرا القانون وقرر ان يكون محامي كي ينتصر لكل المدانين بالخطأ.